تعامد الشمس على مكة المكرمة :
إن الشمس في حركتها السنوية الظاهرية تتسامت مرتين في العام على العروض الواقعة فيما بين مداري الجدي في الجنوب والسرطان في الشمال ، وهي في أثناء ذلك تسير حثيثاً بين درجات العروض الجغرافية للأرض إما من خط الاستواء لمدار السرطان والعكس ، أو من الاستواء لمدار الجدي والعكس ، في ظاهرة تتسبب في تعاقب الفصول الأربعة ، والبلدة التي تقع عليها المسامتة تنعدم فيها ظل الفيء ، فلا يرى لها ظلاً بلحظة استواء الشمس بكبد السماء .
لكن الحقيقة الهندسية المستنبطة من ذلك أن الشمس إذا سامتت أي بلد فإنها – أي الشمس – تصبح علامة دالة على موقع البلد ، فكما أن المنارات الشاهقة والمآذن الطويلة تدل من يراها على موقع المسجد ، وكذا الفنارات البحرية ترشد السفن البعيدة لموقع الميناء ، فكذلك الشمس تصبح علامة في وقت الزوال على البلد المتسامت عليه ، لوقوعها فوقه مباشرة .
وحيث أن مكة المكرمة تقع فيما بين خط الاستواء و مدار السرطان بالشمال فإن الشمس تسامتها مرتين في العام ، وبناء على ذلك فكل من يستقبل الشمس بلحظة مسامتتها لمكة المكرمة فإنه يكون مستقبلاً لعين القبلة ، وموعد المسامتة كالتالي :
التاريخ
|
الساعة بتوقيت مكة المكرمة
|
28 مايو من كل عام
|
12:18 ظهراً
|
16 يوليو من كل عام
|
12:27 ظهراً
|
وتكون الشمس بلحظة مسامتتها لمكة المكرمة مرئية لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية ، فترى في كافة الأقاليم المتاخمة لمناطق القطب الشمالي ، وقارة افريقيا ، وأروبا ، والصين و روسيا ، وشرق آسيا ، وكندا ، والنصف الشرقي من أمريكا ، فسكان شرق آسيا كماليزيا وسيبريا يرونها قبل الغروب ، وسكان السواحل الشرقية من أمريكا يرونها بعد الشروق .
وفي كل الحالات فإن جميع المستقبلين لها بلحظة تسامتها بمكة المكرمة إنما هم مستقبلون حقيقة لعين الكعبة ، وقد كانت هذه الحقيقة التي قررها علماء الفلك هي الفيصل التي حسمت مادة النزاع في موضوع القبلة التي نشبت بين المسلمين في أمريكا وكندا ، والتي أثبتت لهم أن قبلتهم هي للشمال الشرقي وليست للجنوب الشرقي كما يظن ذلك فريق منهم .
|